• الرئيسية
• مقالات

بقلم : د. محمود العبد حسن

السعادة.. ماهى .. والبحث عنها ،سؤال طاف فى خيال الجميع ،وأجهد الغالبية فى السعى عليها وقضى الكثير نحبه  دون تذوقها،وعاش فئة على أمل الحصول عليها فى الحياة الأخرى،ومابين هؤلاء وهؤلاء اجتهد الفلاسفة والمفكرون ،

تساؤلنا عن السعادة، يبدأ من طريق معرفة النفس،فكما يقول سقراط ،إن الانسان لايمكنه العيش كما ينبغى إلا إذا حقق قاعدة إعرف نفسك بنفسك ،بمعرفة النفس تبدأ أول سلم السعادة ،ولذلك يرى بعضهم أن السعادة لا تنجم عن شئ مادى وإنما أثر لحالة نفسية اخلاقية :هى الأنسجام بين رغبات الإنسان والظروف التى يوجد فيها .

فبعضهم ينشد سعادته فى الحكمة، وآخر يختزلها فى وجبة شهية، وثالث فى لذه آنية ،ورابع  فى زوجه جميلة ، وخامس فى سلطة يشتهيها ،وهكذا تتنوع السعادة  بتنوع الأفراد ،وتختلف باختلاف أهوائهم ومشاربهم

وكما قلنا سابقا بأن الثروة ولا السعادة ليست إلا الانسجام بين رغبات الإنسان وظروفه،وكلما قلت الرغبات كثر إمكان الوصول اليها ،وليس موطن الثراء والفقر كما يقول انتستين فى بيوتنا،وانما فى نفوسنا،وليست السعادة فى اكتنازنا الذهب والفضة ،وإنما هى سلوكنا الحكيم تجاه حاجاتنا ورغباتنا

ومفتاح ذلك بلاشك هى القناعة لأنها المصدر الحقيقى لأكبر لذة، والعقل الطريق لذلك . فى النهاية ارتضى الفلاسفة المذهب الأخلاقى المرتكز على المبادئ الاتية :
أولا:ليس للإنسان غاية فى الحياة إلا السعادة،ثانيا:الفضائل ماهى إلا طريق مباشر أو غير مباشر لجعل الانسان سعيدا

ثالثا :الإيمان أساسى ومكمل للحياة الأخلاقية غيرأن الأخلاق لا ترتكز عليه،إذ أن الحياة الاخلاقية هى الحياة التى ترتكز على الحكمه ،ولا يحياها إلا من فهم حقيقة ما يريده بطبيعته ،وفهم السبل الموصلة إليه

واجتهد بعض علماء النفس لوضع بعض القواعد التى تؤثر فى سعادة الفرد فأسس (مارتن سيلغمان)علم النفس الإيجابي  عام1990،حيث عمل بالتعاون مع عدد من علماء النفس الآخرين،على إيجاد ما يسمى (صيغة أومعادلة السعادة)  و كانت المعادلة كالتالي : H = S + C + V و يقصد بالحرف H طبعاً :السعادة : Happiness ،بينما يقصد بالحرف S:العلامة البيولوجية Biological Setpoint،ويقصد بالحرف C:الظروف : Conditions ،ويقصد  بالحرف V : الأفعال الإرادية أو الإختيارية :  Voluntar  Actions

رزقكم الله السعادة دنيا وآخرة

مدير الطب الوقائى بمديرية الطب البيطرى بقنا