الفرصة الثانية

بقلم: د. محمود العبد حسن
كثرهم عشاق وطالبي الفرصة الثانية ، فالدنيا مملوءة بمحطمي الآمال وخائبي الرجاء ، يبيت كل منهم منتظرا الفرصة الثانية كنافذة أمل تعيد إليه الحلم والأمل من جديد
تكون الفرصة الثانية كطوق نجاة لغريق في بحر لجي ، متمسكا بأهداب الفرصة الثانية ليتلافى أخطاء اللقاء الأول ومتعلما ومتعظا بما آلت إليه نهايته ، وهنا يدور تساؤل هل الجميع صادقون ولأخطائهم مدركون ولأسباب النجاح ساعون وفي دعواهم راغبون
بعيدا عن كونك من مؤيدي أو رافضي الفرصة الثانية ورأي علماء النفس في ذلك ، نترك هذا المشهد الدنيوي ونذهب إلى مشهد الآخرة وفيه يحدثنا الحق جل جلاله إذ يقول :" لو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ".. الأنعام (27) .
فهذا موقف نرى فيه مشاعر الخسارة ويظهر الكافرون الندم ويتضرعوا إلى ربهم طالبين منحهم فرصة ثانية ، ليعودوا إلى الدنيا فيكونوا من المؤمنين
وتتجه أذهاننا وتنصرف عقولنا للتصديق بدعواهم ، والتسليم بصحة مزاعمهم ، ولم لا وهم عاينوا ولمسوا عذابها ، نفيق من تلك الأوهام على صوت الحق ليبدد زيف مطلبهم فاضحا حقيقتهم ، كاشفا عن طبيعتهم الدنيئة قائلا :" بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " ،معلنا أنهم كاذبون في حياتهم الدنيا ولم يفارقهم كذبهم حتى في الآخرة ، لأنهم معاندون ، مكابرون ، كاذبون ، لا يحتاجون إلى الفرصة الثانية ولا غيرها من الفرص فمهما تعددت فمصيرهم لن يتغير ، لأن الله طمس على قلوبهم فهم إلى مصيرهم المحتوم ذاهبون .
هل هذا لصنف معين من الناس أو لطائفة مخصصة دون غيرها ؟، للأسف نجد أن ذلك مصير كل تلك الفئة فيقول الحق :" وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير " ... فاطر (37) .
ولعل بعض الدهشة أو غالبيتها سيزول إذا أنزلنا المشهد على الحياة الدنيا، منها هو فيروس كورونا الذي أشاع الفزع والخوف في صفوف العباد وأحاط الموت بالناس ودنا أجلهم .، فهل من يحيى وينجو سيتعظ ويفرح بالفرصة الثانية ؟ الإجابة عندكم والتساؤل من عندي .
مدير إدارة الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنا