الجمعة 23 مايو 2025 05:11 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
×

كورونا.. بين التضامن الاجتماعي والتنمر

الإثنين 1 يونيو 2020 05:57 مـ 9 شوال 1441 هـ

صحيح أن التباعد الاجتماعي وسيلة وقاية أولى من كورونا، لكن التضامن الإنساني أيضا حتمي في مواجهة هذا الوباء وأي كوارث، ومع بروز مشاهد التآخي البشري الحتمية أمام هذه الجائحة، نرى تنمرا متصاعدا ضد كل ما هو كوروني أو شبه كوروني، امتد في بعض الأحيان إلى استخدامه كسلاح في تصفية الحسابات الشخصية والجماعية، ويحدث ذلك على كل المستويات من قمة الهرم المجتمعي إلى قاعدته.

صحيح. أن الخوف شعور إنساني له تداعيات سيئة على الصحة والسلوك، لكن الأمر يكون أشد وطأة عندما يرتبط الخوف بالموت، حيث ذكر شيلدون سولومان، أستاذ علم الاجتماع الأمريكي في كتابه "The Worm at the Core: On the Role of Death in Life" أن الخوف من الموت لأسباب مثل الأوبئة أو الإرهاب يجعل الإنسان أكثر تطرفا وارتباطا بالسلطة، حتى وإن كانت سلطة فاشلة أو فاشية.

لكن ما سبق لا يبرر التنمر كتصرف حيواني عنصري وقح، ولا ينكر ما تعرض له المجتمع المصري من تخريب اجتماعي وديني واقتصادي الخ .. يصل لحد العمد أحيانا، إنما محاولة لفهم بواعثه.

ولقد حرمت الشريعة الإسلامية بوضوح اعتداء بني البشر على بعضهم ، بل واعتدائهم على كل ما خلق الله، سواء أكان هذا الاعتداء مادي أم حسي، وقال تعالى في سورة البقرة الآية ١٩٠ "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".

وينص القانون على معاقبة كل من يأتي بعمل من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد بالحبس مدة قد تصل إلى سنة أو بغرامة قد تصل إلى 50 ألف جنيه، وإذا ترتب على هذا التمييز إهدارا لمبدأ تكافؤ الفرص أو العدالة الاجتماعية بالاشتراك مع آخرين قد تصل العقوبة إلى السجن 5 سنوات، طبقا لنص المادة 375 و375 مكرر المعدلة، بقرار بقانون رقم 10 لسنه 2011 م.

في النهاية يقول نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "أثقل شىء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق، وإن الله ليبغض الفاحش البزىء". رواه البخاري