الجمعة 23 مايو 2025 03:57 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
×

” لا تصالح ”

الإثنين 28 ديسمبر 2020 03:02 مـ 13 جمادى أول 1442 هـ

بقلم: د.محمود العبد حسن

لا تصالح ... ولو منحوك الذهب .

أترى حين أفقأ عينيك .

ثم أثبت جوهرتين مكانهما .

هل ترى ؟!

هي أشياء لا تشترى ...

كلمات ثائرة ، مملوءة بالغضب ، كالقنابل قابلة للإنفجار في وجه كل من نادى بالصلح مع إسرائيل حينها ، قالها أمل دنقل ابن الجنوب ذو النخوة والكرامة ، فتلقفتها الأسماع وتداولتها الألسن ، لا ندري ماذا سيكتب أمل دنقل اليوم وهو رافض سلام الدية حين يرى التطبيع مجاني اليوم .

مائة وعشرون عاماً عمر الصراع العربي الإسرائيلي ، تطور خلالها الصراع من مرحلة الموت لإسرائيل وشعارات إلقائها في البحر ، وتطور تدريجياً إلى الأرض مقابل السلام ، ثم كانت مرحلة جامدة تنازل فيها العرب والفلسطينيون عن الأرض أو جزء كبير منها مقابل السلام ، قابل تلك العروض رفض وتمنع إسرائيلي ، وأصبح الفلسطينيون في خندق المواجهة والحصار بمفردهم ، حتى جاءت صفقة القرن على يد العراب الأمريكي ففشلت أمام الرفض الفلسطيني مدعوماً بظهير شعبي جعلت تلك الأصوات تسكت برهه ، ليظهر التطبيع المجاني بدون مقابل ، وتهرول الدول العربية تباعاً في إعلانه ، لتنهي مرحلة الممانعة السلبية والظاهرة الصوتية وتبقى الخيارات المناصرة للفلسطينيين محدودة جداً 

إن مرحلة التطبيع المجاني أنهت مرحلة بكل مسالبها ومساوئها ليبدأ عهد الأحلام الوردية ، والمستقبل المزدهر والأيام السعيدة مع الصديق الجديد ، أو إنزلاق الوضع إلى منحنى آخر ، هناك من تنبأ بذلك الوضع قديماً ولم يلتفت إليه الكثيرون ، فهذا جمال حمدان يقول : " العرب لم يلقوا بإسرائيل إلى البحر ، ولكن إسرائيل هي التي ألقت شعباً بأكمله إلى الصحراء " .

 مدير الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنـــــا .