الجمعة 23 مايو 2025 03:37 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
×

” الإنتحال العلمي بين الجرح والتعديل ”

الخميس 7 يناير 2021 02:13 مـ 23 جمادى أول 1442 هـ

بقلم د. محمود العبد حسن

يطل علينا بين الفينة والأخرى ؛ أقزام تتطاول على السنة النبوية وتشكك في أهميتها لتعلو ؛ مستغلة حالة الضعف والجهل العام ؛ أو تحت شعارات براقة خادعة ؛ كتجديد الخطاب الديني ، التشكيك في بعض الأحاديث النبوية

 يتم اتخاذ ذلك ذريعه كحصان طروادة للنيل من الإسلام وثوابته ، مستغلة عدم دراية كثير من المسلمين بعلم الجرح والتعديل ، كضمانة رئيسية اتبعها الأوائل في نقل أخبار وأحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، والتحقق من صدق الرواه أو كذبهم .

علم الجرح والتعديل ، علم وضعت له قواعد ، وجعلت له أسس وضوابط ، فكان مقياسا دقيقا ضبطت به أحوال الرواه من حيث التوثيق والتضعيف والأخذ والرد ، إنه علم الرجال ؛ العلم المتفردة به تلك الأمة عن نظرائها من الأمم الأخرى ، وضمانه حقيقية كفلت سلامة السنة وصحتها .

جاء هذا العلم لكثرة الرواة واندساس البعض من غير أهل الثقات والمغرضين ، لا يعد الجرح والتعديل من الغيبة المحرمة في الإسلام ، من رحم علم الجرح والتعديل جاءت فكرة الإنتحال العلمي المعمول بها جامعيا ، والتي أصبحت سب وعار لكل من يثبت بالدليل إنتحاله العلمي من الآخرين دون الإشارة إلى ذلك ، والتي قد تفقد الأستاذ الجامعي مكانته المرموقة ، وتسلب كثيرا من الإحترام والتقدير لتلك المهنة العريقة والتي يجب أن يلتزم منتسبيها بالصدق والأمانة ، وأن يسمو فوق الغش والتدليس

 علم الرجال نحن الأكثر عوزاً وإحتياجا إليه وبخاصة عند إزدياد قنوات التواصل الإجتماعي ، فأصبح الخبر تتناقله الألسن ويذاع على العامة بين لحظة وأخرى دون تحقق او تثبت من الآخرين ، مما قد يأتي بنتائج وخيمة أو عواقب كارثية لن يكون لها ضابط إلا الضابط الذاتي فهو الأجدر والأقدر على صد ذلك الطوفان من تلك الأخبار والأنباء ، وجب علينا الإلتزام عملاً بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " كفا بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما يسمع " .

مدير الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنـــــا .