”جزيرة الروبى” .. عندما يتحول بورتو الغلابة إلى خرابة

مصطفى الروبى قضى 11 عاماً فى تجهيز الجزيرة وحماية النيل دمرتها فى ساعة
صاحب الجزيرة: نسدد المبالغ المستحقة مقابل حق الانتفاع
- تحرير محاضر مخالفة للروبى .. والقضاء يبرئ موقفه
الروبى: خاطبت حماية النيل لوضع المواصفات الخاصة فكان الرد " مفيش مواصفات" ثم أزالوا الجزيرة !
يعيش أهالي قرية كوم الضبع الواقعة شمال مدينة نقادة بقنا حالة من الحزن والقهر الشديد بعد أن قامت حماية النيل بإزالة جزيرة الروبي التي يلقبونها ببورتو الغلابة باعتبارها المكان الترفيهي الوحيد لهم، وتقع جزيرة الروبي بوسط نهر النيل ما بين نقادة وقوص، وبالتحديد في نجع الشيخ علي، وتتميز الجزيرة بالتجهيزات الطبيعية البسيطة من أشجار وورود للزينة وبعض الطيور التي تعطي للحياة الطابع الريفي.
ودشن الشباب حملة على مواقع التواصل الإجتماعي لدعم الروبي صاحب الجزيرة بتوصيل أصواتهم إلى كبار المسئولين في الدولة باعتبارها المتنفس الوحيد لهم ومصدر رزق لاكثر من أسرة ومن هذه الحملات " ادعم الروبي، وجزيرة الروبي حلمنا، ومتضامن مع روبي" .. وفى هذا التقرير نرصد الواقعة منذ بدايتها .
يقول مصطفي كامل أحمد الشهير "بروبي" صاحب الجزيرة أن الجزيرة كانت في الماضي عبارة عن "هش وأحراش" ومع مرور الزمن تراكم الطمي وكون الجزيرة وكان جدى ووالدى يزيلون هذا الهش في موسم الجفاف ويزرعون المحاصيل الموسمية القصيرة قبل أن يغمرها الماء مرة أخرى، مشيراً أنهم كانوا يسددون مبالغ مالية سنوياً كحق انتفاع بها .
ويكمل "روبي" حديثة بأنه بدأ في تجهيز الجزيرة منذ عام 2007 من زراعة الأشجار المثمر مثل المانجو وأشجار الزينة ووضع الكراسي المصنوعة من جريد النخيل وبدأت النشاطات الفعلية للجزيرة منذ عام 2015 ، وفي أكتوبر 2016 بدأت الهيئات المسؤولة في تحرير محاضر ضدها إلى أن تطور الوضع لقضية انتهت بالبراءة في عام 2017، ثم حُرر محضر أخر وجلسته كانت في يوليو الماضي، وحصل على البراءة بالشق الجنائي فقط، ولكن القضية لم تنته وفي 30 يوليو.
وأوضح "الروبي" بأن أحد هذه المخالفات بسبب بئرين لم يتعدي عمق الواحد منهما مترxمتر بارتفاع 50 سم من الحجر ولكنهم بالمحضر نفورتين، وتم إزالة البئرين وحصلت على براءة بذلك، مضيفاً إن السبب وراء الإزالة حمام صغير قمت بعملة من "الخيش" حتي تقضي فيه السيدات والأطفال حاجتهم أثناء تواجدهم علي الجزيرة ويوجد تحت الحمام غرفة عبارة عن 2 متر كخزان للمجاري يمنع التسريب لنهر النيل، ولكن حماية النيل اعترضت علية بحجة تلويث مياه نهر النيل، وقاموا بتدمير الجزيرة بأكملها بدلا من أزالة عين المخالفة وهو الحمام .
ويضيف "الروبي" إنه طالب الجهات المختصة منذ أكثر من عامين لمعرفة المواصفات المطلوب تواجدها على الجزيرة حتى يضمن بقائها لكن لم يفيده أحد، وكان ردهم " مفيش حاجه اسمها مواصفات امنة وخليك ع حالك كدا وخلاص" ، ويؤكد علي أنه كان حريص جداً علي الحفاظ على مياه النهر بجمع القمامة في أكياس ووضعها في مخلفات القمامة خارج الجزيرة، كما إنه كان يمنع التدخين موصياً الأطفال بالحفاظ على مياه النهر.
وأشار "الروبي" إنه استقبل هذا العام أكثر من 8 رحلات دون مقابل لجميعات مختلفة منها جميعة رسالة ومؤسسة كام وشباب من أجل مصر وكلاحين قفط ودار المسنين بقنا وغيرها من الجميعات الأهلية .
ويقول "محمد سعيد حسن" مدرس لغة عربية أن الجزيرة كانت تعد متنفس للجميع من داخل المحافظة أو خارجها، حيث تتوافد عليها الأسرة لقضاء العطلات والرحلات وكذلك يتوافد عليها رحلات جامعية ومنظامات وهيئات مختلفة، وكان أيضاً يستقبل فيها السياح القادمين من الأقصر لزيارة معبد دندرة مبدين إجابهم بالجزيرة وسط النيل مستمتعين فيها رغم بسلطة الأدوات المستخدمة.
وأضاف "سعيد" أن ما حدث للجزيرة يعد قهر إنتقام أكثر من إنه تطبيق للقانون، حيث أن هذه الإخطارات من حماية النيل بدأت في الوقت التي اشتهرت فيه الجزيرة كإسلوب ابتذاذ لاخذ الرشوة .
وفي السياق ذاته يقول "أشرف عطية" مدرس لغة إنجليزية أن هناك العديد من المنازل المقامة علي النيل مباشرة لا يفصل بينهم سوى متر أو أقل، مشيراُ أن مركز نقادة لا يوجد به أماكن ترفيهه الأطفال أو شواطئ أو مزارات للأهالي، بينما كانت تعد جزيرة الروبي هي المتنفس الوحيد للأسر بلإضافة أن العديد من المدارس والنوادى تقوم بعمل رحلات لأوائل الطلاب وحفظة الرآن الكريم لزيارة الجزيرة .
ويضيف "سعيد أحمد الجبالي" مهندس زراعي أن الجزيرة كانت جنة الله للغلابة في أرضة فهي حلم كل شاب وكانت مصدر زرق لتسعة أُسر من أبناء قرية كوم الضبع ولكن هذا المصدر توقف بإزالة الجزيرة بعد أن رأت حماية النيل بإنها تشكل خطراً علي النيل، على الرغم من أن مصنع الورق والسكر بالجهة المقابلة للجزيرة بمركز قوص يلقون بمخلفاتهم مباشرة في نهر النيل .
ويقول "فتحي حمدالله" كاتب أن الجزيرة كانت تشهد العديد من حفلات تخرج الجامعات وغيرها من الندوات والأنشطة الطلابية وكذلك إقامة الندوات لأعضاء الجمعيات المختلفة ، مضيفاً أن إحدى القنوات كانت تقوم بتصوير برنامجها عن فن الواو بصفة شبه شهرية علي الجزيرة كما كانت تصور أيضا برامج الشعر عليها، ولكن ما حدث للجزيرة يدل على أن هناك شبة فساد وذلك لوجود أماكن أخر تحتوي على مخالفات أكثر من الروبي ومازالت قائمة لم يحدث لها مثل ما حدث للروبي .