الأحد 7 سبتمبر 2025 05:40 مـ 14 ربيع أول 1447 هـ
بوابة صوت الصعيد
رئيس مجلس الإدارة محمد رفيع رئيس التحرير محمد عبد اللاه
×

جامعة جنوب الوادي تناقش رسالة ماجستير حول التحولات الديموغرافية في خصوبة المرأة بمحافظة قنا

الأحد 7 سبتمبر 2025 02:35 مـ 14 ربيع أول 1447 هـ

كتب - محمد عبد الرحمن

في رحاب قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة جنوب الوادى، انعقدت مناقشة رسالة الماجستير بعنوان «المحددات المجتمعية للخصوبة السكانية للمرأة: دراسة ميدانية بين الريف والحضر بمحافظة قنا»؛ والتي تقدمت بها الباحثة شيماء عبد الموجود محمد سعيد، تحت إشراف كلا من الأستاذ الدكتور محمود محمد الضمرانى، استاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي والاستاذ الدكتور علي الدين عبد البديع القصبي استاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الآداب بقنا جامعة جنوب الوادي.

وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور ثروت على الديب، أستاذ علم الاجتماع المتفرغ بكلية الآداب ووكيل كلية السياحة لشئون التعليم والطلاب الأسبق - جامعة المنصورة "رئيسًا"، وعضوية الأستاذ الدكتور حمد الله أحمد كيلانى، أستاذ علم الاجتماع المتفرغ بكلية الآداب ورئيس قسم الاجتماع الأسبق- جامعة أسيوط، والأستاذ الدكتور محمود محمد الضمراني، استاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي والأستاذ الدكتور علي الدين عبد البديع القصبي استاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الآداب بقنا جامعة جنوب الوادي، وقد أوصت اللجنة بمنح درجة الماجستير للباحثة مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجامعات الأخرى.

تناولت الدراسة قضية الخصوبة السكانية وهى من الأولويات البحثية الهامة لأي مجتمع لأهميتها القصوى في مجالات التخطيط الاقتصادي والاجتماعي لكونها تعبر عن المتغيرات الديموغرافية التي تؤثر تأثيرًا قويًا في تحديد معدلات النمو السكاني، المؤثرة علي المخزون الغذائي والموارد الاقتصادية كافة.

وتكمن أهمية الدراسة العلمية: كون أن موضوع الخصوبة ومحدداتها المجتمعية من المواضيع الهامة فى مجال الدراسات السوسيولوجية السكانية، وتكمن أهميتها التطبيقية: في التعرف علي الاتجاهات المستقبلية لمسار النمو السكاني بتتبع تطور معدلات الخصوبة السكانية، كما أن نتائج هذه الدراسة تتيح لمتخذي القرار ومسئولي الرأي بوضع السياسات التي تحد من الزيادة السكانية بعد الوقوف علي المحددات المجتمعية للخصوبة السكانية للمرأة في الريف وتسهم في تقديم توصيات تساعد فى وضع خطة إستراتيجية لحل تلك المشكلة.

وتهدف الدراسة إلي "الكشف عن المحددات المجتمعية وانعكاساتها علي واقع ومستقبل الخصوبة السكانية للمرأة في ريف وحضر محافظة قنا". ومن أجل هذا الهدف سعت الدراسة إلي تحقيق عدة أهداف فرعية تمثلت في: رصد المحددات المجتمعية سواء كانت بيولوجية أو اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية وانعكاساتها علي واقع ومستقبل الخصوبة السكانية للمرأة في ريف وحضر محافظة قنا. والكشف عن مدى تغير الخصوبة السكانية بفعل ما حدث من تغير اجتماعى في المجتمع. واستشراف مستقبل الخصوبة السكانية للمرأة في ريف وحضر محافظة قنا.

ولأجل انجازها تم اختيار عدد ( 20 ) حالة من بين السيدات المتزوجات، (10) حالات من المجتمع الريفي وعدد ( 10 ) حالات من المجتمع الحضري بمحافظة قنا بصعيد مصر، وذلك بالطريقة العمدية، حيث اختيرت مدينة (قوص) وقرية (حجازة قبلي) التابعة لنفس المركز، وهما يقعان جنوب مدينة قنا، ومدينة (نجع حمادي) وقرية (هو) التابعة لذات المركز، وهما يقعان شمال مدينة قنا.

استخدمت الدراسة منهج دراسة الحالة والمنهج التاريخي، والأسلوب الأنثروبولوجي الذي يعتمد على الملاحظة بالمشاركة والاخباريون ومن أدوات جمع البيانات استعانت الدراسة دليل المقابلة والملاحظة والوصف والمقارنة.

واعتمدت الدراسة على نظرية بيكر، ونظير ولسن في منطلقاتها النظرية لمعالجة موضوع الدراسة ، وجاءت أهم النتائج كالتالى:

• أوضحت الدراسة إن ارتفاع المستوى التعليمى للزوجة له دورًا فعال فى تخفيض عدد أفراد أسرتها رغم زواجها المبكر ووجود فرصة لإنجاب أبناء أكثر وهى فى سن مناسب للخصوبة السكانية للمرأة

• لوحظ فى المجتمع الحضرى إن عدد الأبناء بين (2- 5) أبناء وبالمقارنة بالمبحوثات من المجتمع الريفي يتبين أن حجم الأسرة فى المجتمع الحضري أقل منه فى المجتمع الريفي، وقد يرجع ذلك إلى ارتفاع المستوى التعليمي وضعف ضغوط العادات والتقاليد التي تشجع على زيادة النسل فى المجتمع الحضري.

أكدت الدراسة أن هناك اهتمام من جانب كثير من المبحوثات بضرورة خفض حجم الأسرة فى إطار إمكانياتها المادية سواء بالنسبة للفقراء أو الأغنياء والاهتمام بتربية الأبناء وتلبية احتياجاتهم المعيشية والصحية والتعليمية مما يؤكد على ازدياد الوعي السكاني لدى كثير من الحالات التى أجريت عليها الدراسة فى المجتمع الريفى بمحافظة قنا.

ظهر من الدراسة إن انتشار تعليم المرأة فى المجتمع الريفي قد يساهم في إيجاد تفاهم بين الزوجين للاتجاه نحو تنظيم الأسرة نظرًا لارتفاع المستوى التعليمي للمرأة مما يؤدي إلى ازدياد الوعي السكاني لدى أفراد مجتمع الدراسة في ريف محافظة قنا.

واتضح من الدراسة إن هناك من المبحوثات سواء في المجتمع الريفي أو الحضري أكدن على ضرورة الاستمرار فى الحمل لحين إنجاب المولود الذكر، ولعل ذلك يرجع إلى طبيعية مجتمع الدراسة الذي يتميز بالتركيب السكاني القبلي الذي يزكي إنجاب الأبناء الذكور عن الإناث بما يكسب القبيلة قوة ونفوذ في مواجهة القبائل الأخرى.

كشفت الدراسة أن غالبية حالات الدراسة أكدن على عدم مراعاة أفراد مجتمع الدراسة في المجتمع الحضري لظروف ضيق المسكن ويستمرون فى إنجاب مزيد من الأطفال ولعل هذا يتوافق مع أقوال المبحوثات فى المجتمع الريفي مما يؤكد على وجود علاقة سلبية بين ضيق المسكن والخصوبة السكانية سواء فى المجتمع الريفى أو الحضرى على حد سواء.

أكدت الدراسة إن غالبية عينة المبحوثات في المجتمع الحضري يرون أن غالبية أفراد المجتمع لديهم قناعة كبيرة بضرورة تنظيم الأسرة بسبب غلاء المعيشة وعدم قدرة الوالدين على تلبية احتياجات الأبناء وليس عن قناعة تامة بأهمية تنظيم الأسرة، ويتفق هذا مع رأي المبحوثات فى المجتمع الريفي، حيث أدى ارتفاع تكاليف المعيشة إلى الاتجاه نحو تنظيم الأسرة لمواجهة ظروف الحياة المعيشية الصعبة.

وتمثلت أهم توصياتها على النحو التالي:

- ضرورة تنمية الوعي السكاني من خلال تدريس مقرر علم الاجتماع السكاني والصحة الإنجابية بالمدارس والجامعات والتركيز على التنشئة الاجتماعية لمواجهة العادات والتقاليد التي تشجع على إنجاب الأبناء دون مراعاة لظروف وإمكانيات الأسرة.

- أوصت الدراسة بضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، والعمل على إنتاج أعمال درامية تشجع على تنظيم الأسرة وتبرز المكانة الاجتماعية المميزة لأبناء الأسرة الصغيرة من خلال عرض نماذج لأبناء حققوا طموحاتهم وأصبحوا قدوة لغيرهم.

- ضرورة تفعيل دور كل من وزارتي التضامن الاجتماعي والصحة من خلال دور الرائدات الريفيات والرائدات الصحيات لنشر الوعي السكاني والصحة الإنجابية في مختلف القرى المصرية والاتجاه نحو تنظيم الأسرة وخفض الخصوبة السكانية.

- ضرورة الاعتماد على نظام الحوافز السكانية الإيجابية من خلال حصول أبناء الأسر الصغيرة على مميزات للرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية وتحرم منها الأسر التى يزيد عدد أبنائها عن اثنين أو ثلاث أبناء كحد أقصى.

ومن جانبه أشاد الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادى بنتائج البحوث السوسولوجية الواقعية التى تستهدف قضايا ومشكلات واقع مجتمع جنوب الوادي وصعيد مصر، والتي تقدم حلول عملية تطبيقية للمشكلة السكانية باعتبارها من القضايا الهامة والمصيرية والتي اتخذت جامعة جنوب الوادي خطوات لدراستها برؤى علمية تخصصية وإدراجها ضمن خطط البحوث والدراسات العليا لباحثي الجامعة. كما أشاد بدور الجامعة في المجلس الإقليمى للسكان واللجنة التنسيقية العليا للسكان بمحافظة قنا من خلال ممثلى الجامعة ومنجزاتهم المقدمة من تقديم المشورات العلمية والقواقل الطبية والسكانية التنموية المنفذة بالتعاون مع الجهات المختصة لتنفيذ الاستراتيجية السكانية والخطط العاجلة.

ومن منطلق دورها البارز لتعزيز الصحة الإنجابية والعمل السكاني في مصر أثنت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة لشئون السكان وتنمية الأسرة والمشرف على المجلس القومي للسكان، على دور جامعة جنوب الوادى في دعم قضايا الصحة الإنجابية وتعزيز التعاون في مجال العمل السكاني وإنجاز بحوث أكاديمية من شأنها أن تطرح حلولا تثري التعاون المشترك في مواجهة التحديات السكانية والحد من معدلات النمو غير المخطط، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية التي تضع القضية السكانية في صدارة أولوياتها باعتبارها من أبرز التحديات التي تواجه جهود التنمية المستدامة والتى تستهدف الدولة خفض هذا المعدل إلى 2.1 مولود لكل سيدة بحلول عام 2027.