الجمعة 23 مايو 2025 03:51 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
×

اسأل مجرب ولا تسأل طبيب

طاسة الخضة .. عروسة الحسد .. الشجرة الحزينة .. مصريات من زمن فات

الإثنين 19 مارس 2018 02:42 صـ 2 رجب 1439 هـ
طاسة الخضة
طاسة الخضة

النساء يلجأن لاستخدامها لعلاج الحسد وتأخر الإنجاب وانقطاع لبن المرضعة

طاسة الخضة .. عروسة المحسود .. الشجرة الحزينة، وغيرها من المفردات القديمة نجدها رغم التقدم الذى شهده العالم فى الطب الحديث، ونبذه لكثير من الموروثات القديمة، وإطلاق لفظ التخلف على ممارساتها، إلا أن أبناء الصعيد لازالوا يتخذون من تلك الموروثات التي تعود إلى العصور الفرعونية، وسيلة للعلاج كطب بديل، بعد أن احتلت تلك المفردات مساحة كبيرة من عقول المدافعين عن هذه المعتقدات التى تتحدى المنطق ومع ذلك تنتقل من جيل لجيل فى مقاومة عنيفة للإندثار .

   فالأشجار الحزينة التى  تتوقف عن الإنتاج ما تلبث أن تظهر ثمارها إذا ما مورست معها العادة الشهيرة بوضع قطعة من القماش الأحمر وإطلاق زغرودة وسط غصون الشجرة .. وعادتى إقامة ذكرى الخمسة عشر والأربعين للمتوفى ما هى إلا عادات فرعونية لازالت تمارس حتى الآن ظنا أن الدود كان يأكل عين المتوفى فى اليوم الخامس عشر من وفاته كما أنه ينتقل للدار الآخرة فى اليوم الأربعين ولذا يحرص أقارب المتوفى على إحياء ذكرى وفاته فى هذين اليومين وزيارة المدافن وتوزيع الرحمات، إلى جانب ذلك نجد مشهرة الزواج والفطامة والإجهاض وكلها ممارسات لا غنى عنها بالنسبة لقطاع كبير حافظ على ممارستها من خلال التوصية بتجارب سابقة عملا بالمثل الشعبى " اسأل مجرب ولا تسأل طبيب ".

 " صوت الصعيد " حاولت فى هذه السطور أن ترصد أبرز الممارسات الفرعونية والشعبية التى لازالت تعيش بين أهالي الصعيد وما إن كان تأثيرها واقع أم خيال.

  يقول حسن عبد القادر، ما يعرف " بالوحم " عند السيدات ليس له أساس طبى، ولكن عرفناه من أجدادنا، بأن تلبية ما تشتهيه الحامل ضرورى ، وظهور أشكال تلك الطلبات والتى قد تكون فاكهة أو شئ آخر على جسم المولود، علامة على عدم تلبية رغبة الحامل فيما اشتهته نفسها، ويوميا نشاهد تلك الوحمات على أجساد الرجال والأطفال.

 أما " صبرين.ج " فقالت إن "المشهرة" وربطها من أهم المورثات التي تعيش معنا، وهى عبارة عن فتله يتم ربطها للمتزوجة والطفل بعد الطهارة والمرأة بعد السقاطة، ولى تجربة خاصة فى ذلك، فقد تجوزت أنا وشقيقتى فى ليلة واحدة وأكرمني الله بالإنجاب، بينما تأخرت شقيقتى فى الحمل، حتى قالت لى جارتى أن السبب فى تأخر حمل شقيقتى قد تكون بسبب عدم عمل " مشهرة " لنا، ووصفت لنا العلاج وهو أن اجرح إصبعي لأختى ونقوم بوضع الدم فى كمية من المياه ثم تقوم أختى بالاستحمام بها وفعلنا ذلك وبالفعل حملت شقيقتى فى نفس الشهر بعد رحلة مع الطب الحديث دون نتيجة سواء إفلاس زوجها.

  وقالت " صفاء.م " إن عروسة الحسد من الممارسات الشهيرة التى نلجأ لها عند مداومة الطفل الصغير على البكاء بدون سبب، حيث نقوم بعمل عروسة وثقبها بالإبرة مع ترديد اسم من شاهده من الأهل بقولنا ( من عين أبوك .. من عين أمك .. من عين عمك .. وهكذا ) ثم نقوم بحرق العروسة وتلطيخ وجهه برمادها وهو علاج مجرب ودائما يحقق النتائج الإيجابية.

  أما "منى.م.خ " فقالت أنا الزوجة الثانية لزوجى، ونملك حديقة أغلب أشجارها توقفت عن الإنتاج رغم اعتنائى بها، ولحل هذه المشكلة عدت إلى موروثاتنا الفرعونية، لأن هذه الأشجار حزينة لأن من زرعها هي زوجته الأولى وهى بالطبع حزينة عليها، فقمت بوضع قماشة حمراء بداخل أغصان تلك الأشجار والزغردة بداخلها وبعدها مباشرة وجدت كل الأشجار تثمر.

  وقالت " ثناء.م.ر " بعد رحلة 6 سنوات مع الطب تعبت بسبب تأخر الحمل فكان البديل هو اللجوء للطب الفرعونى، فقد توقفت عن الحمل بسبب ( كبسة الفاطمة ) فى المولود الأول حيث أعدت لى والدتى حمامة صغيرة بعد فطمها وتم ذبحها وتخطيتها سبعة مرات وحملت بعدها مباشرة.

 وقالت " فاطمة أم عنتر " نشأنا على تلك الممارسات ونقتنع بها أكثر من الطب لأنها مجربة في كثير من الحالات، فقلة اللبن للمرضعة له أسباب بعيدة عن الطب ونعالجه بزيارة السيدة إلى السوق والنظر إلى كل ما يباع به، كما أن حراسة قمينة الطوب من النساء المنقطعة عن الإنجاب من أصحابها يعود لخوفهم من أخذ أحد مكوناتها خلسة لإنهاء تلك الحالة، ولكن النتيجة عدم صلاحية القمينة بالكاملة وهذه أشياء مجربة، كما قالت أن ( كبسه الخبز ) لزيارة المنزل لأحد المسافرين أو من يأتى من السوق تعد من العادات الشهيرة، وتوقف الطفل عن المشى بعد أن بدأ فى تعلم المشى يكون علاجه بوضع الطفل أمام المسجد موثق اليدين ومعه كيس من الحلوى ويقوم أول الخارجين من المسجد بفك الكيس ويحصل عليه بالحلوى التى بداخله ، ولا يمر أسبوع إلا وترى الطفل وهو يمشى.

  أما " حنان.ج.ع "  فقالت هناك وصفات أخرى لعلاج انقطاع لبن الأم الذى يكون سببه " نظرة حسد " حيث نقوم بأخذ خيوط من الحاسد ونتبخر بها، وأنا شخصيا تعرضت لهذا الموقف وقمت بفعل ذلك وعاد لى اللبن على الفور.

 ويؤكد أحمد محمود خليفة، أن أكبر دليل على استمرار ممارسة العادات الفرعونية، ما نسميه اليوم عادات اجتماعية لازالت تمارس مثل إقامة ذكرى الخمسة عشر والأربعين للمتوفى وهى عادات فرعونية فقد كانوا يعتقدون أن المتوفى يأكل الدود عينه بعد خمسة عشر يوما من وفاته وأن يوم الأربعين هو يوم انتقاله إلى الحياة الأبدية التي كانوا يعتقدون فيها، وإلى يومنا هذا ولازال عدد كبير يحرص على إحياء ذكرى الميت فى هذين اليومين ويقوم أقاربه بزيارة القبور وتوزيع الرحمات على الفقراء والمساكين.