• الرئيسية
• تراث

 تشتهر قرى مركز الوقف بمحافظة قنا بتربية الأهالى للحمام الجبلى، وإقامة أبراج كثيرة لتربية تلك الأنواع النادرة من الحمام الذى يهاجر إلى صعيد مصر فى مواسم الصيف وتستقر بتلك الأبراج.

 انشأ أهالي مركز الوقف أبراج الحمام منذ مئات السنين ولا تزال موجودة حتي الآن، حيث أنشئت بعيدا عن الكتل السكنية نظرا لأن الحمام الجبلي لا يختلط بالبشر ويستوطن عادة في الجروف الصحراوية أو الساحلية، ويلجأ الأهالي إلى بناء أبراج الحمام لجذبه للبقاء بها كبديل عن الجروف مع توفير الكم المناسب من الغذاء لكي يقبل الحمام الاستيطان بها وترك بيضه وفراخه الصغيرة والانطلاق لرحلته اليومية في البحث عن الغذاء الأوفر والماء.

 

 

  ويعتبر ذكى أبوالشيخ أول من شيد برجا للحمام الجبلى بمركز الوقف منذ أكثر من 100 عام حيث شيدها حين ذلك من ثلاثة أدوار من الطوب الأخضر اللبن لقدرته على توفير الجو الرطب الذى يحتاجه الحمام ويجعله قادرا على تحمل درجات الحرارة المختلفة، ولا ينقل الحرارة الشديدة صيفا أو المنخفضة شتاءً، ويحتوي كل طابقعلي مئات الأواني الفخارية وهي أماكن إقامة الحمام لتحفظ البيض أو الفراخ الصغير للحمام كما تضم الأواني " البنيات " وهي مكان الزوج الواحد من الحمام.

   توقف إقبال الحمام الجبلي على الأبراج مع وفاة صاحب البرج ولم يهتم أبنائه بتوفير حد أدنى من الغذاء فهجرها الحمام وبقيت الأبراج خاوية لسنين دون فائدة، إلى أن قرر عدد من أحفاده تحويل المساحة الأمامية منها إلى حظيرة للماشية وتوقف بعدها بناء الأبراج ومع مرور السنين عادت أسراب الحمام الجبلي للأبراج وكانت تتغذى على ما يُقدم للحيوانات.

 

 

   ويرجع أصل الحمام الجبلي إلى الحمام الداكن لدى الإنسان لكنه استطاع التكيف والعيش فى مجموعات خارج سيطرة الإنسان وخاصة في الأماكن الجبلية، ويسمى فى بعض المناطق بالحضاري أو السوادي، أما في مركز الوقف فيسمي الحمام الجبلي .. ويرجع تسميه أهالي مركز الوقف إلي هذا النوع من الحمام إلي الحمام الجبلي لأنه يفضل العيش في الجبال والصخور العالية وداخل الغيران وعلي الأشجار البعيدة عن أعين الناس.

   يتغذى الحمام الجبلي على الحبوب ويقطع مسافات كبيرة لشرب الماء فهو يرد على المزارع والآبار والقناطير والنقلات لشرب الماء في الصباح، وبعد العصر ولا يرد على المنازل كما نشاهد الحمام البلدى العادى، ولا يستطيع شرب الماء ليلا، والحمام الجبلي سريع الطيران وقادر على المناورة بشكل كبير أثناء الطيران ويتميز بالحذر لدرجة تشبيه بعض تصرفاته بطيور القطاء سواء في الطيران أو الحذر، ويتم صيد الحمام الجبلي غالبا عند موارد المياه ويفضل الترصد والترس له داخل محلجا أو مخبأ يصنع من الحجارة وجريد النخل.

   ويقول محمود كمال، إننى أفضل صيد الحمام الجبلي نظرا لطعمه المختلف عن الحمام البلدى وعند صيده أشعر أنى في مغامرة حقيقية نظرا لإختبائى وراء الحجارة في الأماكن الجبلية حتى لا يرانى الحمام ويفر هاربا لسرعته العالية جدا.

   ويقول حمادة علي - صائد حمام جبلى - منذ أكثر من 20سنة هوايتى صيد الحمام الجبلي والاختباء وراء الشجر ببندقية الصيد حتى لا يراني الحمام الجبلي نظر لأن الحمام الجبلي يتميز بالذكاء وسرعة الانتباه السريع إلي الأشخاص .