«عودة الروح» إلى مشروع توشكى .. صور
أعاد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بوضع مشروع توشكى ضمن خريطة المشروعات التنموية الكبرى، الحياة إلى مشروع توشكى حيث بدأ المشروع منذ عام 1997 وهو يتكون من محطة رفع عملاقة علي بحيرة السد العالي وهي ثالث اكبر محطة رفع للمياه في العالم وذلك لإمداد ترعة الشيخ زايد وفروعها بالمياه للاستصلاح واستزراع 600 ألف فدان حيث كان العمل متواصل علي مدار السنين والايام الماضية ليلا ونهارا في سباق مع الزمن حتي وصول أول قطرة مياه لري الاراضي الصحراوية الجرداء لتكون أرض نماء في عام 2003 .
وبلغت تكلفه محطه توشكى العملاقة ١.٧ مليار جنيه لرفع 25 مليون متر مكعب من المياه يوميا عن طريق 18 وحدة رفع بالإضافة الي 3 وحدات احتياطي، وبلغت تكلفة الترعة الرئيسية وفروعها والأعمال الصناعية عليها من قناطر حجز وكباري ومأخذ وطرق 2.3 مليار جنيه في ذلك التوقيت الذي انشأت فيه، حيث كان طول ترعة قناة الشيخ زايد الرئيسية 50 كليو و 700 متر لتتفرع إلى دليل فرعي 1 و 2 بطول 23 كيلو متر لري 109 ألف فدان ودليل فرعي 3 و 4 بطول 14 كيلو متر لتصل المياه للفروع المقرر بها الزراعات، حيث كان فرع 1 بزمام 118 ألف فدان على طول 24 كيلو متر و فرع 2 به 78 ألف فدان معدة للاستصلاح والاستزراع بطول 26 كيلو متر و فرع 3 بطول 23 كيلو متر لري 100 ألف فدان، وتم تأجيل فرع 4 لحين توفير الموارد المالية له.
وقامت وزارة الموارد المائية و الري بتوصيل المياه وانشاء البنية التحتية إلى 405 ألف فدان التي تم تخصيصها الى بعض الشركات الاستثمارية المتخصصة في الزراعات، حيث كانت شركة المملكة الزراعية مخصص لها 100 ألف فدان وشركة الراجحي الاستثمارية 100 ألف فدان وشركة الظاهرة الاماراتية تم تخصيص لها 100 ألف فدان على فرع 3 مقسمة على مراحل لزراعتها وتم تخصيص 40 ألف فدان الى شركة جنوب الوادي للتنمية الزراعية و65 ألف فدان موزعة على بعض الشركات و المستثمرين وفي عام 2011 عقب ثورة 25 يناير كانت شركة المملكة للتنمية الزراعية قد قامت بالتنازل للحكومة المصرية عن 75 ألف فدان والتي آلت إلى شركة الريف المصري في عام 2016 ثم احتفظت شركة المملكة الزراعية بـ 25 ألف فدان والتي آلت إلى جهاز خدمات القوات المسلحة في عام 2017 حيث كانت وزارة الزراعة ممثلة في الهيئة العامة لمشروعات التعمير والمسند لها متابعة أعمال الشركات العاملة في نشاط الاستصلاح والاستزراع بمشروع توشكى، حيث تم استصلاح واستزراع 80 ألف فدان حتى تاريخه، المنزرع منها 37 ألفاً و 700 فدان بالمحاصيل الزراعية المختلفة مثل القمح والشعير والبرسيم والفول السوداني والطماطم وأشجار الفاكهة من العنب والمانجو .
مزرعة كبرى للتمور
قال مصدر مسئول بوزارة الموارد المائية والري بمشروع توشكى أنه نظراً لتفاوت معدلات الاستصلاح والاستزراع للشركات العاملة بالمشروع وتدني هذه النسب فكان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي لجهاز خدمات القوات المسلحة بزراعة 2 مليون نخلة على مساحة 40 ألف فدان لتكون من أكبر مزارع التمور في العالم حيث قام الرئيس بزيارة تفقدية للمشروع في 15 من شهر مارس الماضي وكانت الشركة الوطنية للاستصلاح الاراضي التابعة لجهاز الخدمات والقوات المسلحة يسابقون الزمن ليلاً ونهاراً لتحقيق المستهدف من المشروع حيث تم زراعة 250 ألف فسيل من التمور، وقام الرئيس بوضع فسيلة بالمزرعة لتكون نواه لهذه المزرعة العملاقة ليتكون عليها مجتمع عمراني وخدمي مستقبلاً، وأضاف أن رئيس الجمهورية أعطى توجهاته بتشكيل لجنة لدراسة مشروع توشكي من جميع الوزارات لإعادة وضع المشروع على خريطة التنمية لتأخذ دورها في مصارف الانجازات في عهد الرئيس السيسي، وأشار إلي أن رئيس الوزراء أصدر القرار رقم 416 لعام 2019 بشأن تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، وتم تشكيل اللجنة برئاسة وزير الموارد المائية والري بالتنسيق بين وزارات البترول والزراعة والنقل والسياحة والاستثمار للوصول إلي خريطة تنموية شاملة بمشروع توشكى للاستفادة منه علي أعلى المستويات.
الشركات الاستثمارية
وكشف أحد العاملين بشركة الراجحي الزراعية أنه تم استصلاح واستزراع 25 ألف فدان وهي المرحلة الأولي من إجمالي 100 ألف فدان مخصصة للشركة حيث تم زراعة 85 % من اجمالي المساحة بزراعة محصول القمح والذرة الصفراء ومساحة 15% تم زراعتها بمحاصيل الأعلاف من محصول البرسيم والسرجم والسلاج وهذه المحاصيل الغرض من زراعتها تخصيب التربة و امدادها بالعناصر التي يحتاجها النبات من المواد العضوية، وأشار إلي أن الشركة تقوم بإعداد الدارسات والخرائط لزراعة 17 ألف فدان أخري على نظام الطاقة الشمسية لتكون أول مزرعة تعمل 100% بالطاقة الشمسية في التشغيل الزراعي من حيث ضخ المياه وتشغيل البيفوت للمحاصيل، وتوجد 6 صوامع كبرى بطاقة 30 ألف طن لتخزين الحبوب وهى الأولى على مستوي الشركات الزراعية في مصر، كما تقوم الشركة بزراعة المحاصيل الشتوية بتشغيل 80 بيفوت على مساحة 150 فدان للبيفوت الواحد وكذلك المحصول الصيفي بقوة 80 بيفوت على مساحة 150 فدان للبيفوت الواحد بإجمالي 160 بيفوت تعمل علي أرض الواقع .
وأشار سعد يوسف عبد الفتاح العضو المنتدب لشركة جنوب الوادي للتنمية الزراعية أن الشركة قامت باستصلاح واستزراع حوالي 50 ألف فدان من إجمالي 120 ألف فدان مخصصة للشركة، وقامت الشركة بالتنسيق مع مجموعة من المستثمرين العرب المتخصصين في الاستثمار الزراعي بزراعة محاصيل متنوعة من القمح والذرة الصفراء والخضر وكذلك في الاستثمار في الثروة الداجنة والاستثمارم الحيواني حيث تقوم الشركة بعمليات الانشاء لاستقبال 5 آلاف راس من العجول المعدة للتثمين خلال الأشهر القادمة وكذلك سوف يتم انشاء مجزر آلي للعجول التي سوف يتم استيرادها من السودان والدول الأفريقية ومجزر آلي مخصص للخراف، وأكد العضو المنتدب لشركة جنوب الوادي للتنمية أن الشركة تقوم حالياً بزراعة حوالي 9 آلاف فدان من المحاصيل الشتوية المتنوعة كما تقوم بعمليات تجهيز للمحاصيل الصيفية كما تقوم الشركة بعمليات استصلاح المساحات المتبقية من المساحات المخصصة لها .
الثروة الداجنة
يقول حجاج مصطفي بشركة مزارع الوادي للدواجن بتوشكى انه تم اختيار منطقة توشكي جنوب أسوان لإنشاء مزرعة كبرى لدواجن الأمهات حيث تتمتع توشكى بنقاء المناخ وخصوبة التربة وبُعدها عن الكتلة السكنية التي تؤثر علي انتاج الأمهات من الدواجن، وأشار إلي أنه تم انشاء 3 مواقع لإنتاج الأمهات من الدواجن عام 2016 وكل موقع به 5 عنابر منهم 3 على مساحات أكبر و 2 عنابر على مساحات أصغر من الأخرى، لافتا إلى أن الإنتاجية من دواجن الأمهات تبلغ حوالي 39 ألف بيضة في اليوم الواحد حيث يتم ارسال كميات منها إلى المزارع التابعة للشركة ويتم بيع الباقي إلي الشركات الاستثمارية.
واضاف محمد أنور مدير مشروع مزارع الوادي للدواجن بتوشكى، أن الانتاج من أمهات الدواجن يمر بـ 3 مراحل؛ المرحلة الأولى التفريخ والثانية التثمين والثالثة البيض، مشيراً إلى أنه يتم تغطية المرحلة الثانية والثالثة بأفرع الشركة والباقي يتم بيعه، وقال أن مشروع الأمهات من الدواجن هو باكورة المشاريع في المنطقة الجنوبية في مصر ، لافتا إلى أن الشركة سوف تقوم بأعمال توسع خلال الفترة القادمة لزيادة الانتاج من الأمهات من الدواجن .
مدينة توشكى الجديدة
يقول المهندس أكرم أحمد البدري نائب رئيس جهاز مدينة توشكى تم إقامة مدينة توشكى الجديدة على مساحة 727 فدان كمرحلة أولى حيث تم الانتهاء من أعمال التنفيذ في وحدات الإسكان المتوسط والاجتماعي بواقع 102 عمارة سكنية تضم 1224 وحدة سكنية تستهدف 80 ألف نسمة ليتكون مجتمع عمراني بمدينة توشكى جنوب أسوان بوابة المنطقة الجنوبية لمصر، وأضاف أنه تم الانتهاء من توصيل خدمات المرافق من شبكات الكهرباء وخطوط المياه والصرف الصحي مثل محطة الرفع وخطوط الطرد والمعالجة وشبكة الطرق بالمدينة بطول 23 كيلو متر، وأشار إلى أنه تم الانتهاء من انشاء الوحدة الصحية التى تتكون من 3 طوابق تشمل عيادات خارجية أسرة وأطفال، كما أن أعمال التنفيذ بالمسجد الذي يتسع لعدد 500 مصلي تم الانتهاء منها وكذلك مصلي للسيدات بالإضافة إلي قاعة مناسبات، وأوضح أن الاعمال تحرى على قدم وساق للانتهاء من النادي الاجتماعي والمدرسة التي تضم 22 فصلا دراسياً وحضانة، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من أعمال التنفيذ في أعمال الزراعة والتجميل في مداخل ووسط المدينة
وأضاف انه تم استقبال أكثر من 40 طلب لتخصيص قطع أراضي في المنطقة الصناعية والسكنية ومخازن من الشركات والأفراد المستثمرين عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمشروع ومدينة توشكى تم رفعها للوزارة لتخصيص الأراضي لهم ودراسة الطلبات حيث توجد خطة لتنمية مدينة توشكى، وأشار إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ 95 % من المرحلة العاجلة بمدينة توشكى وفى انتظار المرحلة الأولى للبدء في تنفيذها إن شاء الله.
زراعات الأبار
يقول الدكتور أشرف عبد اللطيف أبوالعز مدير محطة البحوث الزراعية أبوسمبل وتوشكى يوجد 52 بئر على طريق أبوسمبل أسوان بطول 25 كيلو متر جاري إعادة تشغيلها وطرحها للمستثمرين حيث أن المساحة المستهدف زراعتها على البئر 238 فدان، مشيراً إلى أن شركة الريف المصري أوشكت على الانتهاء من تنفيذ 50 بئر جديدة بالقرب من مدينة أبوسمبل وامتداد لمنطقة الآبار المقامة على الخزان النوبي للمياه الجوفية والتي سوف تعمل بالطاقة الشمسية وهى من ضمن مشروع المليون ونصف مليون فدان المستهدف زراعتها فى المدة المحددة ان شاء الله.
واضاف محمد إسلام محمد - أحد المستثمرين - اننا قمنا بعمل زيارة ميدانية لمنطقة الأبار وشهدنا الجهد الكبير الذى تقوم به الشركات المنفذة للآبار والتي تعمل بالطاقة الشمسية وعدادات وغرفة تحكم من بعد بخلاف تجهزات البنية التحتية لمنظومة الزراعة، واشار إلى انه في انتظار استلام الأراضي للعمل فيها ان شاء الله حيث توجد هناك تنمية حقيقية على أرض الواقع بالمشروع الذى يمثل انطلاقة جديدة للشباب.