16 مقبرة و 10 آلاف تمثال اشابتي .. كشف أثري جديد بتونا الجبل في المنيا

الخميس 30 يناير 2020 04:53 مـ 4 جمادى آخر 1441 هـ
جانب من الكشف الأثري
جانب من الكشف الأثري

العناني : المنيا واعدة.. وقريبا سيتم وضعها على الخريطة السياحية

أعلن الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، اليوم الخميس،عن الكشف الجديد لبعثة الحفائر المصرية في موسمها الثالث، الذي بدأ في أغسطس 2019، بمنطقة الغريفة بتونا الجبل بمركز ملوي بمحافظة المنيا، وهو عباره عن 10 الآف تمثال اشابتي، 16 مقبرة، 20 تابوت، 8 مجموعات من الأواني الفخارية مختلفة الأشكال والانواع.

جاء ذلك بحضور اللواء اسامة القاضي ،محافظ المنيا ، والدكتور مصطفي وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، وعدد من نواب البرلمان .

وقال الوزير، إن محافظة المنيا مازال في جعبتها الكثير والكثير من الآثار التي لم تكتشف بعد، والكشف الأخير هو الأول خلال عام 2020 والرابع علي التوالي بمحافظة المنيا خلال المواسم الثلاث لبعثة الحفائر المصرية

ووجه "العناني" ، الشكر لمحافظ المنيا اللواء أسامة القاضي، وأعضاء مجلس النواب ، لدعمهم الكامل لجهود الوزارة، مؤكدا أنه سيجري جولة تفقدية لكنيسة السيدة العذراء بسمالوط، ثم منطقة البهنسا في مركز بني مزار، قائلا: " اروع ما في المنيا أن تكون في منطقة آثرية تضم معالم قبطية، ثم تعبر النيل لتجد نفسك في منطقة أخري تضم معالم إسلامية".

وأضاف وزير السياحة والآثار، أن المنيا من المحافظات الجميلة والواعدة سياحيا، وسيتم تكثيف العمل بها خلال الفترة المقبلة لوضعها علي الخريطة السياحية، خاصة وأنه سيتم الاعلان عن اكتشافات جديدة وكثيرة بنفس المنطقة تباعا، لتضيف للمنيا المزيد من الجذب السياحي خاصة وأن بها مناطق آثرية هامه جدا ومنها الأشمونين، بني حسن، طهنا الجبل، مقابر فريزر، الكوم الأحمر، العمارنة، منوها أن المنيا محافظة عريقه جدا وسنأتي إليها مع السائحين كثيرا، لأن بها قدرة سياحية لاستقبالهم، وسنعمل جاهدين لوضعهاعلي الخريطة السياحية.

وقال الدكتور مصطفي وزيري ،أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إن أول كشف في منطقة الغريفه كان في عام 1925ُ، حينما عثر علي تابوت أثري وتم إرساله للمتحف المصري، ثم تعرضت المنطقة للسرقه في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي

وأكد وزيري، أن فريق عمل بعثة الحفائر المصرية، بذل جهودا رائعه خلال 3 مواسم عمل متتاليه أسفرت عن عدة اكتشافات شملت: 35 مقبره خلال الـ 3 مواسم، منها 7 مقابر في الموسم الأول، 12 في الموسم الثاني، 16 في الموسم الثالث، كما تم الكشف عن 90 تابوت حجري، 40 في الموسم الأول، 30 في الموسم الثاني، 20 في الموسم الثالث "الأخير" ومازال العمل مستمر.

واضاف "وزيري" ،وعدنا وزير الآثار أن نعلن عن كشف جديد في نفس المكان كل عام علي الأقل، موضحا أن الكشف الأخير شمل أكثر من 10 الآف تماثل اشابتي، أكثر من 700 تميمه، 8 مجموعات أواني مختلفة الأشكال والألوان بعضها من الحجر الجيري الاولباستر، 8 توابيت خشبية في حالة رائعه وجيدة من الحفظ، وبعض التوابيت الحجرية مغلقه حتي الآن وأعتقد أن يكون بداخلها مومياوات في حالة جيدة، إضافة لمئات من الأواني الفخارية بعضها يستخدم لحفظ القرابين.

ووجه رئيس المجلس الأعلي للآثار، الشكر لوزير الآثار لدعمه الدائم لبعثة الحفائر المصرية، كما أشاد بالمجهود الكبير الذي بذله أعضاء البعثة الذين أصروا علي مواصلة العمل دون توقف حتي في أصعب الظروف، لافتا أنهم واجهوا متاعب كثيرة منها انتشار الثعابين في منطقة الحفائر بالغريفة، ومنها نوع خطير جدا من الثعابين يعرف بـ"الطريشه" وبالأمس القريب نجحوا في قتل ثعبانين وهذا في يوم واحد فقط وهذا لم يمنعهم عن العمل، مؤكدا أن هذه المنطقة في منتهي الأهمية ولم تبوح بكامل أسرارها حتي الآن.

من جانبه هنأ اللواء اسامه القاضى، محافظ المنيا، وزارة السياحة والآثار للإعلان عن الكشف الأثري الرابع على التوالي على أرض المحافظة ، معرباً عن سعادته ان يكون الاكتشاف الاول هذا العام لوزارة السياحة والاثار بالمنيا،

واوضح المحافظ أن المنيا أرضٌ لها تاريخ أزلي وعريق جعلها، تزخر بتنوع حضاري فريد من نوعه، يجمع ما بين التاريخ الفرعوني، واليوناني، والروماني، والقبطي، والإسلامي، ففيها ظهر مفهوم التوحيد، وخرجت أول دعوة له على يد "اخناتون"، وعلى أرض المنيا، مرت العائلة المقدسة فمنحتها البركة، وبين جنباتها نشأت وعاشت السيدة مارية القبطية أم المؤمنين زوجة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

واضاف المحافظ، أن  المنيا نموذج مصغر "لعظمة مصر"، لما حباها المولى عز وجل من الإمكانيات الحضارية، والتراثية، والثقافية، والسياحية، حيث تحتل المرتبة الثالثة ضمن المحافظات الأثرية، والسياحية، على مستوى الجمهورية بعد الجيزة والاقصر.

واكد المحافظ ،على أهمية الاستقرار الذي تشهده محافظة المنيا، موجهاً الشكر للقيادة السياسية لما تبذله من جهود داخليا وخارجيا ولرجال القوات المسلحة والشرطة لنشر الأمن والأمان في جميع ربوع مصر وتتويجاً لتلك الجهود تحقق الاستقرار الذي يعتبر من العوامل الأساسية لجذب السائحين، وهو ما ظهر جلياً وفقاً للإحصائيات الأخيرة التي رصدتها الإدارة العامة للسياحة بديوان عام المحافظة، حيث سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد السائحين الأجانب والعرب، والذين زاروا المعالم الأثرية بالمحافظة خلال عام 2019، حيث تعدي الـ 100 ألف سائحاً، من مختلف الجنسيات، وجاءت منطقة تل العمارنة، في المرتبة الأولى كوجهة للزائرين، ثم منطقة البهنسا، ثم بني حسن في المركز الثالث.

وتقع مدينة تونا الجبل غرب مركز ملوي بمحافظة المنيا وغرب مدينة الاشمونين بحوالي 10 كم تقريباً حيث عرفت المدينة باسم ( تاونس ) في العصر الفرعوني ثم ( تاحنت ) في العصر الروماني ومعنى الأسمين البحيرة أو البركة ( إشارة إلى بحيرة كانت تتكون جنوب المنطقة نتيجة لفيضان النيل ) ثم أضاف العرب حرف التاء إلى كلمة ( ونة ) بمعنى الأرنب لتصبح تونى و أضيف اسم الجبل إليها لتمييزها نظرا لوقوعها في منطقة جبلية صحراوية , وهى تؤرخ للأسرة التاسعة عشر حتى 100 عام ق . م .

وكانت المنطقة هي الجبانة الخاصة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم الصعيد وهو إقليم الأرنب والذي كانت عاصمته هي مدينة الاشمونين وكان معبودها الرسمي ( تحوت ) إلى جانب ثامون الاشمونين و ( ونت ) الثعبان , و تمثل جبانة تونة الجبل أهمية خاصة، لأنها تبرز مظاهر التزاوج الفني بين الفن المصري القديم والفن اليوناني .

ومن أهم المعالم بها مقبرة بيتوزيرس ومقبرة ايزادورا وجبانة المعبود تحوت أو السراديب والساقية الرومانية , و لوحة حدود مدينة إخناتون ، وهي أفضل اللوحات التي حفظت حدود المدينة , ونحتت في أحد صخور المنطقة قبل مدخل جبانة "تونة الجبل" صور عليها إخناتون ونفرتيتي وبناتهما يتعبدون للإله آتون