إنصاف الخصوم في القرآن الكريم

الأحد 26 أبريل 2020 12:34 مـ 3 رمضان 1441 هـ

جاء الاسلام منهاج حياة ليس لجيله او لعصره ،إنما صالح لكل العصور ،ولذلك لابد أن ترافقه قواعد كلية منظمة للحياه ، وكان القرآن هو معجزة الاسلام لاشتماله على تلك القواعد، والنص عليها ،فجاء القرآن متحدثا عن تلك الحقوق لكل الناس ومنها حرية العقيدة وحرية الرأى وحرية التفكير

وجاء كتاب "أنصاف الخصم فى القرآن "للدكتور عبد الحليم حفنى ،عن تلك الحريات وأولهم حرية العقيدة فجاء قوله تعالى "لا اكراه فى الدين"راسما أساسا متينا لحرية العقيدة ،وداعيا إلي عدم ارغام الناس على معتقد بعينه ،وكذلك جاء ضامنا لحرية الرأى،وحرية طلب الحماية واللجوء، حيث جاء قوله تعالى:"وإن أحدا من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه"

ويرتقى الاسلام بتلك الحقوق لتصل الى ضمان حق الخصم أثناء الخصومة،وللتمييز فى ذلك الحق لابد من التوضيح أن الخصومة نوعين، هما خصوم الرأى وهى فى الأصل لاتتعدى مجرد الإختلاف فى الرأى مالم يكن متعصبا كلاهما لرأيه ،أو مبنى على هوى ،وتلك الخصومة تحدث بين كثير من أصدق الأصدقاء ، وأقرب المقربين،فلا تفسد ما بينهما من صداقة أو مودة

اما خصومة الموقف،  فهى التى تتعدى اختلاف الرأى إلى العلاقة بين الطرفين ،ويمكن أن توصف حينئذ بالعدواة ،حيث أن جوهر الخلاف منصب على سوء العلاقة بين الطرفين وهو نابع منه،وهذا بخلاف خصومة الرأى التى تفترض فيها أن تنتهى بظهور الحق فى جانب أحدهما ،أو تقبل كلاهما لوجهه النظر المختلفة، حتى ولو لم ترق اليه أو لم يرض عنها

.جاء حرص الاسلام على ضمان حقوق الخصم ،أثناء الخصومة حتى فى أسوأ وأردأ أ نواع العلاقات البشرية والتى يحكمها العدواة والبغضاء" فجاء قوله تعالى "لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى " 

مدير الطب الوقائى بمديرية الطب البيطرى بقنا