العيد ..وجائحة كورونا

بقلم: د. محمود العبد حسن
جاء عيد فطر ٢٠٢٠ وسط هلع وخوف يصيب العالم من فيروس كوفيد١٩، جاء العيد وغابت كثير من مظاهره فى الشوارع والبيوت، فلا صلاة ولا زينات ولا ملابس جديدة ومصافحات ولا عناق أو أحضان لم يتبقى إلا البرقيات المعلبة الجاهزة
كل ذلك يدعو للتفكير والتدبر بعيدا عن أن هل الفيروس بلاء أم ابتلاء للبشرية ،وجدلية هل هو فيروس طبيعى أم مخلق ، دون الدخول فى دوامة نظرية المؤامرة بصرف النظر عن كونك مؤيدا أو رافضا لها
نحتاج إلى كثير من الحكمة، وبعض من المنطق لنعلم أن العالم لن يعود الى ما قبل الجائحة بتاتا ، والتغيير لن يكون قاصرا على المجتمعات فقط ، وأن الجائحة ستخضع للدراسة والتحليل والتمحيص فى جميع المناحى ، اجتماعية، علمية، اقتصادية، نفسية، طبية.
ولعل من أهم تلك الآثار على المستوى الفردى ،أن كثيرا من البشر اعتادوا النعمة و ألفها ،وذلك ما حذرنا منه ربنا جل جلاله،ولذلك حق علينا قول ابن عطاء السكندرى:(من لم يعرف قدر النعمة بوجدانها ،عرفها بوجود فقدانها)
فى كورونا رسائل للافراد وللمجتمعات ولعل من أهمها فى نظرى أن الله غنى عن عباده العابدين ،و أن لا ننخدع بالمظاهر ولا كثرة الصحبة فكلهم زائفون عند أول بلية ، الموت اقرب الينا مما نتخيل ، الطب مهنة انسانية راقية سامية مهما شذ سلوك بعض أبنائها ، العاقل من اتعظ بغيره
وأخيرا "الدنيا بدون الناس ما تنداس".
مدير الطب الوقائى بمديرية الطب البيطرى بقنا