حمى التيفود تجتاح أصفون

الخميس 11 يونيو 2020 12:33 مـ 19 شوال 1441 هـ

بقلم: محمد درويش

تحولت قرية اصفون التابعة لمركز إسنا ،جنوب الأقصر،إلى سرادق عزاء بسبب تفشى حمى التيفود القاتلة التى تحصد أرواح الابرياء يوميا ، وذلك  بعد تزايد الاصابات وانتقال العدوى من منزل الى منزل

 وتعيش القرية ذات السبعين ألف نسمة ،مأساة إنسانية مروعة بسبب انعدام الخدمات الطبية وتعطل الوحدة الصحية بسبب أعمال البناء وعدم توفير بديل

 ومما يزيد معاناة المرضى وذويهم تجاهل مسئولى الصحة بالأقصر أوجاعهم وتسليط كافة جهودهم على مرض كورونا المستجد فى حين تنهش حمى التيفود أجسادهم المنهكة دون الانتباة لشكواهم الطبية وتشخيص حالاتهم، وبات أى ارتفاع فى درجة الحرارة لموطن تتجه الأنظار للكورونا فى حين تشهد البلده إصابات متعددة بحمى التيفود وفقا لإفادة عدد من الأطباء ، وشهادات عدد من المتعافين ، الذين لجأوا لطلب العلاج بعيدا عن منظومة الصحة الحالية تجنبا لتصنيفهم كورونا .

و يشكوا الأهالى البسطاء من تهالك شبكات مياة الشرب بالقرية، والتى لم يجرى احلالها منذ عشرات السنين واختلاطها بمياه الترنشات ،وهو ماثبت بالفعل، ولم يتم اتخاذ أى خطوة تجاة إحلال شبكة المياه أو توعية المواطنين للحد من تفشى الحمى .

وحمل الاهالى مسئولى المحافظة تفاقم الأزمة لانعدام المتابعة وعمل اللازم نحو تصعيد مطالبهم للوزارات المعنية والاكتفاء بارسال سيارات الكسح لتسكين الأوضاع المؤقتة دون تقديم حل جذرى .

ومؤخرا غمرت القرية الاحزان لفقد عدد كبير من الأهالى على مدار الاسابيع الماضية أرجعها البعض الى تغليب الاصابة بالكورونا، دون الانتباة الى وباء التيفود المتفشى وسط البرك والمستنقعات بشوارع القرية ونقل العدوى بين المواطنين

وهو ماثبت بالفعل بعد أن خضع بعض المصابين للفحص وإجراء التحاليل وتبين إصابتهم بالتيفود وليس الكورونا وتعافوا تماما بعدما اوقفوا علاج الكورونا المنزلى

. كما يعانى مواطنو إسنا عموما، وقرية اصفون من إغلاق غالبية الأطباء عيادتهم تجنبا لتفشى كورونا ، لذا يطالب أهالى أصفون ، مسئولى الصحة بالاقصر، تشكيل قافلة طبية بشكل عاجل لإجراء تحاليل التيفود للمواطنين لإنقاذ عشرات المرضى، وصرف الادوية لهم بشكل عاجل،  بعد أن بات ارتفاع درجة الحرارة يتم تشخيصه حالة كورونا من قبل غير المختصين ، ويتم صرف أدوية لهم دون جدوى ،مما اودى بحياة العديد من الحالات التى خضعت للعزل المنزلى بعيدا عن متابعة السلطات الطبية ، ووفاتهم لعدم تلقىهم العلاج المناسب وسط دوامة الذعر من كورونا

 حفظ الله الجميع وشفا الله المرضى والمتألمين ورحم الله الراحلين .