ناقوس الحياة

الأحد 14 يونيو 2020 01:48 مـ 22 شوال 1441 هـ

 بقلم: د.محمود العبد حسن 
إن الموت هو الحقيقة التي لا ينكرها أحد ، ولذلك يقول الحسن البصري "ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت" ، إنه الضيف الذي لا يحب أحد زيارته إلا المؤمن ، إنه الزائر الذي يجبر الجميع على استقباله ، ولا يقدر أحد على منعه أو صده .

يقول أهل الدين ،إن الموت فضح الحياة ومع ذلك فحبنا للحياة يعمي ويصم ، وذهولنا عن الجزاء أدهى وأمر ، ولا أحد يعود بعد موته ليخبر الناس عما جرى له .

يولد الإنسان ويحيا على هذه الأرض يلهو ويلعب ، يعبد ويركع ، ويمرض ويصحو ، وتشغله الدنيا بزينتها وزخرفها ، يركض فيها وراء شهواته .

فجأة يدق الناقوس معلنا رحيل أحد أفراد الكون وانتهاء حياته وادخاله في جوف الأرض في قبر لا يعلم إلا الله كيف يوؤل به الحال .

مرة أخرى تلهينا الحياة وتشغلنا زينتها وتنافسنا فيها للحصول على مال أو سلطان، وفجأة يدق الناقوس بصوت عالي منتزعا أبا ، أما ، صديقا ، حبيبا لإثارة الانتباه وكشف الأبصار عن تلك الحقيقة التي يتجاهلها الجميع في سباق الدنيا الزائلة .
مرة أخيرة يدق الناقوس ولكن لن تسمع صوته هذه المرة لأنه يدق معلنا نهايتك أنت قاطعا لك كل لذة وكل شهوة أو منهيا آلامك أو عذابك ان كنت ممن يتألمون في هذه الدنيا .

يأتي الموت ليسدل الستار على نهاية دورك في تلك الحياة لتقف أمام ما كنت تعمل وجها لوجه في انتظار المحاكمة العادلة والشهود حاضرون وكل شئ عملته مدون في كتاب لن تستطيع أن تنكر او تتنصل من شئ مما جاء فيه .

فهل نستعد للموت ونكون من العاقلين الذين يستأذنهم الموت ، أم الغافلين الذين يدفع الباب فجأة ليختطفهم ، مع الوضع في الاعتبار أن الموت ليس نهاية القصة بل البداية .

 مدير إدارة الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنا .