” زمن الأغبياء ”

الجمعة 11 سبتمبر 2020 01:18 مـ 23 محرّم 1442 هـ

بقلم د . محمود العبد حسن 
 

هل أنت محاط بالأغبياء أم الجهلاء ؟
هل تعاني منهم في دائرة عملك أو حياتك ؟
هل أنت واحد منهم ؟ !

في البداية وجب التفرقة بين الجهل والغباء ، فكلنا جهلاء بشئ ما ، فالجهل صفة لنقص المعرفة ، والمعارف شتى لا ضير أن تكون جاهلا بأحدها ، لكن المأساة ان تكون غبيا ، فالغباء صفة لنقص القدرة على استيعاب المعرفة وهذا أخطر .

نستطيع أن نجمل فنقول أن كل الأغبياء جهلاء ، وليس كل الجهلاء أغبياء ، إن الجهل بالذات أسوأ أنواع الجهل ، والبحث عنها ومعرفة حقيقتها من أنبل الأعمال وأنفعها ، فمن عرف ذاته استدل على قدراته وحقيقته ، فلا تراه مفرطا بالثقة بنفسه ، مبالغا في قوته وقدراته .

دلت الدراسات الحديثة على أن هناك علاقة بين الكفاءة والثقة ، فالأكفاء لا يبالغون في ثقتهم ويشكون دوما في كفاءتهم ، بينما مفرطي الثقة تراهم أغبياء ، يبالغون في تقييم قدراتهم ، وذلك تحت نشوة التفوق الخادع ، تلك النتائج كانت لدراسة أجريت في عام ١٩٩٩ م وسميت متلازمة كروجر و دونينج ، وصفت الدراسة الأشخاص الأغبياء بأنهم مفرطي الثقة بأنفسهم ، فتراهم متكبرون متغطرسون ، باحث دوما على الرياسة والوجاهة ، فإن أعطوا منها سكتوا ورضوا ، وإلا فالحرب دائرة ومستمرة ، وعلى الضفه الأخرى ترى الأكفاء غالبا متواضعون ، قليلي المشاكل ، غير مفرطي الثقة بذاتهم وأنفسهم .

 وصدق من قال إن العلم ثلاث أشبار ، فمن دخل الشبر الأول تكبر ، ومن دخل الشبر الثاني تواضع ، ومن دخل الشبر الثالث علم أنه لا يعلم (جاهل) .    

يرى بعض العلماء ،أن الأغبياء (مفرطي الثقة في أنفسهم) أشد خطرا من اللصوص ، فإن اللص يسرق لتحقيق مكسب له ، أما الغبي فلا يسعد إلا بإلحاق الخسارة بالآخرين دونما مكسب له ، ويعرض المجتمع كله للافقار .

هذا يجعلنا نتساءل هل نحن محاطون بالأغبياء أم نحن الأغبياء ذاتهم ، أم هذا زمن الأغبياء ؟! .     

مدير الطب الوقائي بمديرية الطب البيطري بقنا .