شاهد.. سعيد أبو الشيخ..إبن نقادة الذي طلب الشهادة فنالها

السبت 6 أكتوبر 2018 11:40 صـ 25 محرّم 1440 هـ
الشهيد سعيد أبو الشيخ
الشهيد سعيد أبو الشيخ

   فى أثناء رحلته إلى مدينة بورسعيد " بمقابر الشهداء " أثناء دراسته بالمرحلة الثانوية تمنى أن يموت شهيداً ، واستجاب الله لأمنيته فى حرب السادس من أكتوبر ،عندما استشهد بعد أن سجل اسمه بسجل من نور فى تاريخ العسكرية المصرية . 
  ولد الشهيد ملازم / سعيد محمود محمد أبو الشيخ فى سنة (1947م) بمدينة نقادة ، في محافظة قنا، و كان متفوقاً طوال سنوات الدراسة ؛ فقد كان من أوائل المدرسة فى كل المراحل التعليمية التى مر بها 
 

حصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة نقادة الابتدائية ، ثم حصل على الشهادة الإعدادية من مدرسة الأقباط الإعدادية بنقادة ، ثم التحق بمدرسة قوص الثانوية ، وخلال دراسته بها ذهب فى رحلة مدرسية إلى مدينة بورسعيد الباسلة وزار خلالها مقابر الشهداء وتذكر ما فعله أبطال مصر من أجل وطنهم فتمنى منذ هذه اللحظة أن يكتبه الله مع الشهداء، وأن ينال الشهادة من أجل عودة الأراضى التى فقدتها مصر فى حرب  1967. 

  بعد حصوله على الشهادة الثانوية بتفوق التحق بكلية الهندسة (جامعة أسيوط) . وبعد حصوله على بكالوريوس الهندسة تم تعيينه مهندساً بمجمع الألومنيوم، وبعد شهرين من تعيينه التحق بالجيش ضابطاً إحتياطياً برتبة ملازم بسلاح المهندسين .
 

فى حرب السادس من أكتوبر سنة (1973م) سطر أجمل سيمفونية كفاح وحب ، فقد قاتل قتال الأبطال ، واستشهد وهو يفدى واحداً من جنوده حين كان واقفاً ومدفعية العدو مصوبة عليه فى الوقت الذى كان يحذره فيه قائده ويصرخ فيه ارقد .. ارقد ، وفى هذه اللحظة سقطت دانة وانفجرت فأصابت إحدى شظاياها البطل الملازم / سعيد أبو الشيخ الذى استشهد فى الحال وحقق الله سبحانه وتعالى أمنيته ، وضرب أروع أمثلة الحب والتضحية بين القائد وجنوده . 

يقول عز الدين محمود أخو الشهيد : " توفى والدى قبل استشهاد أخى بعامين وكنت أعمل بالسودان ، وبعد حصول أخى الشهيد على بكالوريوس الهندسة، كنت أريد أن أعود إلى مصر كى أقوم بتزويج أخى الشهيد ، ولكن شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يلتحق بالجيش ، وفى آخر أجازة له قال لإخوته ادعوا لنا بالانتصار ؛ فقد كان يحب مصر ويتمنى أن يموت شهيداً فوق ترابها ، وسمعت بخبر استشهاده من أخى برشاوى عندما سافر إلى السودان، فسألته عن حال أخى المهندس سعيد ؛ فنزلت دموعه بغزارة وقال لى سعيد استشهد فأخذنا نبكى طويلاً على شقيقنا الذى كنا نأمل أن يعوضنا سنوات الشقاء والعناء والتعب . 
 

ويكمل أخيه عز الدين حديثه ويقول : " كان استشهاده صدمة لنا كبيرة فقد حرمنا أنفسنا من أشياء كثيرة من أجل توفيرها له ، كنا نعمل عمال كادحين واستطعنا أن نوفر لشقيقنا ما يحتاجه حتى أكمل تعليمه ، كنا نتمنى اليوم الذى يريحنا فيه من التعب ، ومن العمل الأجرى ، ولكن شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن نحرم من خيراته ، وحتى المعاش الخاص به الذى كانت تأخذه والدتى انقطع بعد وفاتها  .  
ويضيف عز الدين " لكننا نفخر به أنه من أبطال حرب أكتوبر المجيدة وأنه مع الصديقين والشهداء والصالحين ".

بعد حديثى مع أخيه عز الدين طلبت منه صورة للشهيد لكنه رفض بشده ، لأنه لا يستطيع النظر إلى صورته ، ثم بعد سنوات تواصل معى ابن ابن أخيه صلاح أحمد عز الدين وكان طالباً بكلية الهندسة بجامعة جنوب الوادى وأرسل لى صورة الشهيد