ابن الشيخية و صاحب جائزة القصير الأدبية وعاشق السويس والاسماعيلة

محمد الجارد..مسحراتي الجنوب

الخميس 19 أبريل 2018 11:57 صـ 3 شعبان 1439 هـ
الشاعر الراحل محمد الجارد
الشاعر الراحل محمد الجارد

لم أكن فى يوم ناقدا أدبيا أو متمرسا فى نقد الشعر والشعراء، ولكن ارتباطى بالغائب الحاضر، وارتباطى العائلى به وبأسرته وانتمائه الشديد، وولائه لشيخنا جعلنى أقف على شط القنال، وأتجول مع شاعرنا الراحل الجيولوجى محمد الجارد الزقيم مابين قريته الهادئة الوديعة ، والقصير والسويس والاسماعيلية بما دارت فيها من احداث

شاعرنا الراحل من مواليد 1958 بقرية الشيخية ، حاصل على بكالوريس علوم جيولوجيا  1981، وأمين الحزب الناصرى بالبحر الاحمر، وأمين عام جائزة القصير للابداع الادبى

 كان الراحل -رحمه الله- متواضعا خلوقا، امتهن حرفا بعيدة عن تخصصه كانت له علاقات سياسية و أدبية و ثقافية رائعة، و كانت تجمعنى به جلسات عائلية مع شيخنا الذى كان يحنو عليه كأحد افراد عائلتنا وكإبن من أبنائه

أول ما لفت نظرى واقعيا عنوان الديوان " المسحراتى " ونحن على أبواب الشهر الكريم وادركت ان دور المسحراتى هو ما يجمعنا على مائدة واحدة فكان المسحراتى عنوانا لقصائده العامية، ومن شدة لهفتى فتحت سفر الجارد وقرأت اشعاره فقرأت المسحراتى ينادى على مينا وصلاح الدين واصحى يا نايم

 ودخل معبد ايزيس وسال على اوزريس فجعلنا فى مشهد تاريخى اسلامى وفرعونى وقصيدة تجليات بين يدى فدائى وطلقة وشعارا من وحى اطفال الحجارة

 وشاعرنا جوال بين مدن القناة ففى السويس قدم تحية الى كابتن غزالى شاعر المقاومه وشاعر ولاد الارض، وقال: مركبى رسيت على شطوطك لقيت ولاد الأرض بيصلوا صليت انا.. نفس الصلاة غنيت انا نفس الغنا وقرات الرسائل وتأثرت بها ولكنها تجارب ذاتية لشاعرنا وهى ثلاث رسائل

وعدت فجأة  الى المقدمة فلم اجد أبلغ من دراسة الناقد والشاعر الرائع اشرف البولاقى فكتب تحليله بعنوان " عندما تكسب الايدلوجيا ويخسر الشعر "فقال الديوان يتضمن 14 قصيدة لا يمكن أن تكون هى منجز الراحل كله

وكشفت القصائد عن ملامح واسعه عريضة عن تجربة الشاعر وجاءت القصائد كلها على نسق شعرى واحد من حيث التراكيب والأساليب بل من حيث وحدة التجربة

نحن أمام شاعر كان معروفا باتجاهاته القومية وميوله العربية بل وبشىء من ممارسته السياسية  والحزبية