الجمعة 23 مايو 2025 05:36 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
×

” عزيزي ... أنت مدمن ”

الجمعة 4 يونيو 2021 12:10 صـ 22 شوال 1442 هـ

بقلم- د. محمود العبد حسن:

 هل تتفقد هاتفك الخلوي عدة مرات في اليوم ؟ ، هل يقضي ابنك أو إبنتك المراهقة الساعات الطوال أمام النت وأثر ذلك على مستواه الدراسي أو علاقاته الإجتماعية ؟

 هل تشكو إنعدام الحوار الأسري وغياب النقاش ؟! ، أصبحنا نغار من جهاز الواي فاي ،وحب الأسرة له وخوفهم عليه وتفقده من حين لآخر ، والإهتمام والحرص على سرعة إصلاحه متى ألم به عطل .

في عصر الحداثة ظهر إدمان جديد ، غالبية الأسر تتعاطاه بكامل إرادتها وتحت سمع وبصر الوالدين ! ، الجميع أسرى لذلك الإدمان ، والكل صرعى في فخاخه ، فجلنا أمسى من مستخدميه ، لذلك ظهر بالعام ١٩٩٥ مصطلح اضطراب إدمان الإنترنت ، ظهر كسبب من مظاهر الإخفاق الدراسي للمراهقين ، وتدهور الأداء المهني ، بل حتى الإنفصال الأسري

. إدمان الإنترنت شبيه بإدمان المخدرات ، وبدون مواد مسكره ؛ أحد أنواع الإدمان السلوكي مثل إدمان القمار تماما ، أظهرت دراسة أمريكية أن ١٥ % من الأمريكيين يعانون من الإستعمال المرضي للإنترنت

 وأعتقد أن تلك النسبة مرتفعة جدا في المجتمعات الشرقية ، أفاد ٢٠% من طلاب جامعة هارفارد أن إستخدام الإنترنت يعرقل تحصيلهم الدراسي ، أكيد النسب أكبر بكثير عندنا من طلاب هارفارد العريقة . إن الإنترنت برغم كثرة المعلومات المتاحة والمعروضة أمام الآخرين ، إلا أن الغالبية من الناس أصبحت تفضل القشور والعناوين الضخمة ، وأصبح يتباهى بالثقافة السريعة كوجبات التيك أواي طعمها شهي ومذاقها لذيذ وخطرها عظيم .

وﻹدمان الإنترنت أعراض عضوية وأخرى غير عضوية ، لعل من أخطرها الإكتئاب ، الشعور بالذنب ، التقلبات المزاجية ، العصبية الحادة ، الإنفصال الأسري ، عدم القدرة على التكيف مع البيئة والمحيطين ، وعند محاولة التوقف أو علاج ذلك الإدمان له عوارض إنسحابية مثل الغضب والقلق

. لخطورة إدمان الإنترنت ظهرت العديد من المراكز الإستشارية بكوريا الجنوبية التأهيلية للعلاج من ذلك الإدمان ، وتبلغ التكلفة العلاجية اليومية ١٦٠٠ دولار بأمريكا .

يتساءل إبراهيم السكران في كتابه الماجريات ، ما المطلوب منا أزاء ذلك كله ؟ ، هل المطلوب مقاطعة هذه الوسائل المذهلة في قدراتها وإعتزالها ؟! ، فيجيب قائلا : " إن المطلوب هو التوازن في معاملة نظم الإتصالات ، وإيلاء هذه المشكلة حقها من العناية ، وأن لا تقودنا مشاهدة النظراء إلى التساكت المتبادل وتجاهل المعضلة ، وخصوصا في المرحلة الذهبية للتحصيل العلمي .